ما هو القلق

من الشائع مواجهة العديد من إشارات الضيق الجسدي والعاطفي في بعض الأحيان كالتنفس السريع، وزيادة معدل ضربات القلب، ومشاكل في النوم ، ومشاعر القلق ، والقلق المستمر تعتبر هذه التجارب طبيعية.

القلق ، في حد ذاته  ليس مشكلة بطبيعتها  إنها استجابة طبيعية تعمل كآلية دفاع بيولوجي، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب والتنفس لتزويد العضلات بالدم الغني بالاكسجين، وإعداد الجسم لمواجهة المخاطر. يمكن أن تحفز المستويات الصحية من القلق على الالتزام بالمواعيد، أو تدفع إلى الدراسة الدؤوبة للامتحانات، أو تثني عن المشي بمفردك في مناطق غير آمنة.

يوضح الدكتور جين بيريزين ، المدير التنفيذي لمركز كلاي للعقول الشابة الصحية في مستشفى ماساتشوستس العام ، أن الشعور بالقلق هو جزء طبيعي من الحياة ويمكن أن يكون مفيدًا. ومع ذلك ، تظهر الصعوبات عندما تصبح الأنظمة الكامنة وراء استجابات القلق لدينا غير منظمة، مما يؤدي إلى المبالغة في رد الفعل أو ردود الفعل على المواقف غير المناسبة.

ما هو اضطراب القلق

يمكن تمييز اضطرابات القلق عن المخاوف العادية أو لحظات القلق العرضية من خلال شدة الأعراض وقدرة الفرد على إدارتها. وفقًا للدراسات الاستقصائية، عانى ما يقرب من 20٪ من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عامًا وما فوق ، بالإضافة إلى 33٪ من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 18 عامًا ، من اضطرابات القلق .

إذا أصبح القلق مستمرًا أو مفرطًا أو ناتجًا باستمرار عن مواقف لا تشكل تهديدًا حقيقيًا، فمن المستحسن استشارة الطبيب. يمكن للطبيب تقديم إرشادات حول خيارات العلاج المحتملة أو الإحالة إلى أخصائي ذي خبرة في اضطرابات القلق.

أنواع القلق

التشخيص الدقيق أمر بالغ الأهمية لمعالجة أي مشكلة صحية ، بما في ذلك اضطرابات القلق. هناك عدة أنواع شائعة من اضطرابات القلق كالأتي:

• اضطراب القلق المعمم: تتضمن هذه الحالة الشعور بالقلق المفرط بشأن مشاكل مختلفة يوميًا تقريبًا لمدة ستة أشهر على الأقل  وغالبًا ما تصاحب هذا القلق المستمر أعراض جسدية كتوتر العضلات أو تسارع ضربات القلب أو الدوخة.
• اضطراب القلق الاجتماعي: يشعر الأفراد المصابون باضطراب القلق الاجتماعي بقلق كبير في المواقف الاجتماعية أو عندما يُطلب منهم الأداء أمام الآخرين كالخطابة.
• الرهاب: يشير الرهاب إلى القلق الشديد الناجم عن حيوانات أو حشرات أو أشياء أو مواقف معينة.
• اضطراب الهلع: يتجلى اضطراب الهلع على شكل نوبات خوف مفاجئة ومكثفة ، مصحوبة بأعراض مثل دقات القلب وضيق التنفس والشعور بالهلاك الوشيك. إنه مشابه للشعور بتجنب الاصطدام بشاحنة بصعوبة ، على الرغم من عدم وجود تهديد حقيقي لمن يعانون من اضطراب الهلع

علاج القلق

تم تصميم علاج اضطرابات القلق وفقًا للتشخيص المحدد ، وهناك العديد من الخيارات الفعالة المتاحة:

• القيام بعمل تغيرات في نمط الحياة: يمكن أن يكون إجراء تعديلات على نمط حياة الفرد مفيدًا كالتقليل من تناول الكافيين أو تجنبه، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والامتناع عن المواد أو الأدوية التي قد تساهم في أعراض القلق.
• التقنيات العقلية والجسمية: يمكن لممارسات كتمارين التنفس العميق والتأمل واليقظة واستراتيجيات استرخاء العضلات أن تساعد في تعزيز الشعور بالهدوء وتخفيف أعراض القلق.
• العلاج النفسي: يمكن أن تكون الأشكال المختلفة من العلاج النفسي فعالة ، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي (CBT) وعلاج التعرض. يركز العلاج السلوكي المعرفي على تحديد وتحدي أفكار القلق المشوهة أو غير المفيدة ، حيث تؤثر الأفكار على المشاعر والسلوكيات. يتضمن علاج التعرض تعريض الأفراد تدريجيًا لمواقف أو أشياء مخيفة بطريقة خاضعة للرقابة ، بتوجيه من المعالج ، لمساعدتهم على تحمل القلق وتقليله.
• الأدوية: يمكن أن تكون الأدوية مفيدة في إدارة اضطرابات القلق الأدوية قصيرة المفعول المعروفة باسم البنزوديازيبينات تؤخذ على أساس الحاجة خلال فترات القلق الشديد. يمكن أيضًا وصف جرعات منخفضة من بعض مضادات الاكتئاب ، وخاصة مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ، لتخفيف القلق عند تناولها يوميًا.

غالبًا ما يكون الجمع بين الأساليب هو النهج الأكثر فاعلية. يمكن أن يساعد الجمع بين الأدوية لتخفيف الأعراض الحادة وتقنيات العلاج النفسي مثل العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج بالتعرض في تقوية مهارات التأقلم وإعادة تدريب الدماغ لإدارة القلق بشكل أكثر فعالية.